واحد- هذا ما يقصدوه هذا كفر بال إشكال ال يقصدون اتحاد المرتبتين حقيقة وواقعا هذا كفر بال إشكال- وال يقصدونه إنما يقصدون رؤية قلبيه ال أكثر, ان ما يترت

Transcription

1 لله ثم للضمير وقفة مع السيد منير" الحلقة األولى" بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعج ل فرجهم والعن أعداءهم لفت انتباهي قبل أيام مقطع فيديو للسيد منير الخباز حفظه الله يتحد ث فيه عن وحدة الوجود التي يعتقد بها العرفاء, ويصف خصومهم بعدم الفهم لمقصودهم من هذه الوحدة, وقبلها ردد ما يقوله العرفاء من تأويالت يستدلون بها على الوحدة المزعومة! فرأيت من واجبي أن انتهز الفرصة لوقفة حوار ومراجعة مع السيد منير أسجلها لله تعالى ولمحمد وآله الطاهرين ثم لضميري الذي أثقله األلم واألسى على استمرار سياسة التسطيح لعقول أبناء األمة الرافضية العظيمة من قب ل من يفترض أنهم أمناء على عقولهم وأديانهم, فبالله تعالى نستعين وبمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين. لقد وض حنا فيما سبق من مقاالت وحوارات معنى وحدة الوجود وبين ا الفرق بينها وبين وحدة الموجود, وقد أثبتنا باألدلة والبراهين اعتقاد العرفاء بوحدة الموجود ال وحدة الوجود فقط, و فندنا في تلك البحوث التأويالت السخيفة التي يستند عليها العرفاء إلثبات اعتقادهم! والحديث في ذلك يطول ولهذا أ رجع القارئ الكريم إلى بحثنا بعنوان (إرشاد المصدود إلى رأي السيد الخوئي في وحدة الوجود) ومن أراد التوسع أكثر فليراجع كتاب (وخرست شقاشق الشياطين, حوارات في العرفان المز يف) الجزء الثاني: 7&page=12 وهنا نعرض مقطع السيد منير الخباز: يقول السيد منير الخباز : (بك عرفتك وأنت دللتني عليك) وإلى ما ورد عنه عليه السالم (يا من دل على ذاته بذاته) إذن العرفاء يقولون معنى وحدة الوجود عندنا وحدة الموجود والطريق إليها طريق قلبي شهودي وليس طريقا تصوريا عقليا, وبهذا تشوف بعض الحمالت على العرفاء وذوال كفار يؤمنوا بوحدة الوجود ما قاعد يفهم هذا المشكل شنهو مقصودهم من وحدة الوجود, هم ال يقصدون أن الوجود الواجبي وهو الله والوجود اإلمكاني وهو اإلنسان يتحدان يصيروا وجود 1

2 واحد- هذا ما يقصدوه هذا كفر بال إشكال ال يقصدون اتحاد المرتبتين حقيقة وواقعا هذا كفر بال إشكال- وال يقصدونه إنما يقصدون رؤية قلبيه ال أكثر, ان ما يترتب على طريق العبادة رؤية قلبيه شهودية تصل بان ال ترى غير الله (مازال العبد يتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه ( هذا المقصود, فإذا أحببته (خالص ما يشوف غيري)كنت قلبه الذي يعقل به وسمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولسانه الذي ينطق به) انتهى. تعليقنا على ما جاء في كالمه: يقول السيد منير الخباز : (بك عرفتك وأنت دللتني عليك) وإلى ما ورد عنه عليه السالم (يا من دل على ذاته بذاته) أقول: إن عجز العرفاء والمتصو فة عن إثبات معتقدهم بالدليل والبرهان دفعهم لتأويل اآليات والروايات لكي تتوافق مع معتقدهم الباطل (وحدة الوجود), وقد ناقشنا استدالالتهم السخيفة في حواراتنا وبعض مقاالتنا السابقة, وبي نا هناك بطالن هذا االعتقاد وتفاهة استدالالتهم عليه. أما السيد منير الخباز هداه الله يردد ما قاله العرفاء من غير تأمل! ألن قول اإلمام عليه السالم (بك عرفتك وأنت دللتني عليك) ال يمت للوحدة المزعومة بصلة. (بك) بمعنى بواسطة رسلك وآياتك, والقرينة على هذا مستخرجة من نفس النص (دللتني عليك) فالله تعالى دلنا عليه برسله وحججه وآياته. أما قوله: وإلى ما ورد عنه عليه السالم (يا من دل على ذاته بذاته) أقول : بين ا مرارا وتكرارا في حواراتنا ومقاالتنا السابقة ضرورة رد المتشابه من اآليات والروايات للمحكم وهذا ما أمرنا به المعصومون صلوات الله عليهم. عن اإلمام الرضا عليه السالم قال : من رد متشابه القرآن إلى محكمه ه دي إلى صراط مستقيم ثم قال : إنفيأخبارنامتشابها كمتشابهالقرآنومحكما كمحكمالقرآنفردوامتشابههاإلىمحكمها وال تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا. المصدر: عيون أخبار الرضا (ع), الشيخ الصدوق, ج 2 ص, 261. فالبد من رد أي نص يخالف في ظاهره اعتقاداتنا األصيلة للمحكم نظير ما جاء في دعاء الصباح لإلمام علي عليه السالم (يا من دل على ذاته بذاته) فإذا بدا لك متشابها فرده إلى المحكم لتفهمه في نفس الدعاء يقول أمير المؤمنين عليه السالم: (وتنز ه عن مجانسة مخلوقاته وجل عن مالئمة كيفياته) وهذا رد على مد عي وحدة الوجود, فال وحدة بين الخالق والمخلوق مطلقا بل هناك غيرية. 2

3 يقول العال مة المجلسي (قدس سره) في شرح كلمة ) ت ن ز ه ( أي تباعد وتقد س عن (مجانسة مخلوقاته) أي أن يكون من جنسها إذ ال يشاركه شيء في المهي ة. المصدر : بحار األنوار, العالمة المجلسي, ج 84 ص 344. وآلل رسول الله عليهم الصالة والسالم أحاديث كثيرة يثبتون فيها (الهيمنة)المطلقة لله تعالى على مخلوقاته مقترنة (بالغيرية) ال الوحدة. فقد ورد عن اإلمام الصادق (عليه السالم) : ((إ ن الله خلو من خلق ه, وخلق ه خلو منه, وكل ما وقع عليه (شيء ( ما خال الله فهو مخلوق, والله خالق كل شيء, تبارك الذي ليس كمثل ه شيء وهو السميع البصير) المصدر : الكافي, الكليني, ج 1 ص 82. وقد جرت عادة مد عي العرفان على بتر النصوص الدينية ثم يستدلون بالمبتور على إثبات عقيدتهم الباطلة على طريقة استدالل منكر الصالة بقوله تعالى:(ف و ي ل ل ل م ص ل ين )! يقول السيد منير الخباز : إذن العرفاء يقولون معنى وحدة الوجود عندنا وحدة الموجود والطريق إليها طريق قلبي شهودي وليس طريقا تصوريا عقليا, وبهذا تشوف بعض الحمالت على العرفاء وذوال كفار يؤمنوا بوحدة الوجود ما قاعد يفهم هذا المشكل شنهو مقصودهم من وحدة الوجود, هم ال يقصدون أن الوجود الواجبي وهو الله والوجود اإلمكاني وهو اإلنسان يتحدان يصيروا وجود واحد- هذا ما يقصدوه هذا كفر بال إشكال ال يقصدون اتحاد المرتبتين حقيقة وواقعا هذا كفر بال إشكال- وال يقصدونه إنما يقصدون رؤية قلبيه ال أكثر... أقول : إن العرفاء يمارسون ما يشبه التقية فال يصرحون بحقيقة اعتقادهم بوحدة الموجود علنا في المحافل العامة ألن حقيقة ذلك االعتقاد عندهم سر من األسرار التي ال يمكن البوح بها إال للخواص! يقول كمال الحيدري تعليقا على قول الحالج (أنا الحق) و (ليس في جبتي سوى الله) : إن الشطحات هي ضرب من كشف األسرار التي ال يصح أن تعرض ألي أحد وإنما البد من حصر اإلفشاء بها إلى أهلها... (و) كتمان السر هو من أوجب الشروط التي اشترطها العرفاء في السير والسلوك, وأن اإلفشاء بها مخل بالهدف ومانع عن تحقيق المطلوب!! المصدر : مراتب السير والسلوك إلى الله, كمال الحيدري, ص 96. ويقول الخميني: وهذا من األسرار التي ال يمكن إفشاء حقيقتها والتصريح بها فالعالم خيال في خيال ووهم في وهم ليس في الدار غيره ديار!! 3

4 المصدر : الفصوص بتعليق الخميني, ص 381. إذن ثبت أن كل ما يقوله العرفاء للناس عن اعتقادهم كذب ودجل وخداع وال يمثل عقيدتهم الحقيقية التي هي سر من األسرار وال ينبغي عرضها ألي أحد!! لكن يصر ح بعض من يأمنون على أنفسهم من العقاب في المحافل العامة أو من اختاروا االنتحار كالحال ج,ولكنهمبصورةعامةيبقونعقيدتهمتلكطيالكتبفيصرحونبهافيبعضالمواضع حين يشرحونها بلغة ال يفهمها "عامة الناس" ألنها لغة عرفانية صوفية فلسفية وإنما يتلقفها عنهم أمثالهم ممن يبحثون عن الضالل ويدرسون تلك األراجيف والخزعبالت الم لب سة ثوب العلم, ومن ناحية أخرى يحتاطون من يقظة الجماهير ويأتون بعبارات توهم بأنهم ال يقصدون المعاني الكفرية في مواطن أخرى وهكذا جرت كلماتهم على التمويه. فإن العرفاء في حقيقة اعتقادهم كالحال ج ولكنهم ال يظهرون هذه العقيدة (وحدة الموجود) أمام المأل كما فعل الحال ج بل يكتمونها أشد الكتمان وال يصرحون بها إال في مجالسهم الخاصة وبين خواصهم. فالسيد محمد حسين الحسيني الطهراني على سبيل المثال حينما تطر ق لكلمات الحال ج كقوله (أنا الحق) وقوله (ليس في جبتي سوى الله) عاب على الحال ج التصريح بها فقط وليس عنده مشكلة في التفو ه بهذه األقوال الكفرية في المجالس الخاصة!! يقول الطهراني : ال إشكال في هذا النحو من التعبيرات (أنا الحق, ليس في جبتي سوى الله ( في المجالسالخاص ة معبعضاألحب ةواألعز ةمناألوالدأواألصحاب لتعريفذاتالحق ووصول عبد الله إلى مقام الفناء في الله!!! المصدر : الروح المجر د, الطهراني, ص 443. فتبين أن من يسمون أنفسهم بالعرفاء يقولون للناس نحن نقول بوحدة الوجود فقط ويخدعونهم بهذه العبارة (الكثرة في عين الوحدة والوحدة في عين الكثرة) كالنصارى الذين يقولون (الثالثة في واحد والواحد في ثالثة)!! ولكنهم في مجالسهم الخاصة ينطقون بوحدة الموجود صراحة وعلى طريقة الحال ج أيضا فيهتفون مثله (أنا الحق)!! ويعتبرون هذه المرتبة أعلى درجات العرفان!! المصدر : قدوة الفقهاء والعرفاء, تقي الموسوي, هامش ص

5 لقد أجرى الله على لسان أحد كبارهم وهو القاضي الطباطبائي االعتراف بأن الزنديق المسمى بالحال ج عارف ال يختلف عن باقي العرفاء ومطالبه الكفرية هي نفس مطالبهم واعتقاده الكفري بوحدة الموجود هو نفس اعتقادهم! ولكنه أضاف إلى ذلك قوله بأن مشكلة الحال ج الوحيدة هي كشفه لألسرار اإللهية والتي يعني بها حقيقة عقيدتهم (وحدة الموجود)!! يقولالقاضيالطباطبائي : إن أساسمطالبمنصورالحال جهينفسمطالبسائرالعرفاء وليس لديه شيء آخر دونهم لكن ه كان مفشيا لألسرار اإللهي ة!!! المصدر: الروح المجرد, الطهراني ص 444 طبعة دار المحجة البيضاء. الحظ قوله هنا: هي نفس مطالب سائر العرفاء! فتكون كل مطالب الحال ج الكفرية هي نفس مطالب سائر العرفاء! و يؤكد الطباطبائي على تطابق معتقدهم بقرينة قوله : وليس لديه شيء آخر دونهم!! فالحال ج يساوي سائر العرفاء. أما عن األسرار التي كشفها الحال ج, فهو لم يكشف إال عن عقيدتهم (وحدة الموجود) حينما قال : أنا الحق (أي هو الله) وقال أيضا :ليس في جبتي سوى الله!! وغيرها من التصريحات الواضحة في هذه العقيدة الباطلة عقال وشرعا. وقد صرح حيدر اآلملي بصحة عقيدة الحالج فقال : كما قال العارف (الحال ج) أنا الحق, ومعلوم أنه يجوز (أي النطق بها) ألنه صادق في قوله وفيه قيل : أنا من أهوى ومن أهوى أنا!! ثم يقول : وهاهنا أسرار ال يجوز إفشاؤها أكثر من هذا!! المصدر : أسرار الشريعة وأطوار الطريقة وأنوار الحقيقة, حيدر اآلملي, ص يقول السيد منير الخباز : هم (أي العرفاء) ال يقصدون أن الوجود الواجبي وهو الله والوجود اإلمكاني وهو اإلنسان يتحدان يصيروا وجود واحد- هذا ما يقصدوه هذا كفر بال إشكال ال يقصدون اتحاد المرتبتين حقيقة وواقعا هذا كفر بال إشكال- وال يقصدونه إنما يقصدون رؤية قلبيه ال أكثر... أقول : توضح مما سبق أن العرفاء يخفون هذا المعتقد وال يصرحون به في العلن ولكن تصدر منهم بعض الفلتات التي تكشف حقيقة ما يعتقدون! قال أمير المؤمنين عليه السالم :ما أضمر أحد شيئا إال ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه! المصدر: نهج البالغة ج 2 ص

6 وهذه الفلتات ي نطقهم الله بها لكي ال يختلط الحق بالباطل كما أنطق أبا بكر وعمر من قبل ببعض الفلتات التي كشفت لألجيال التالية حقيقة أمرهما! كقول عمر : إن بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها فمن عاد لمثلها فاقتلوه!! وقول أبي بكر : إن لي شيطانا يعتريني!! وسنعرض هنا بعض تصريحات العرفاء في وحدة الموجود والتزامهم بوحدة الواجب والممكن, ونأمل من السيد منير الخباز أن يلتزم بما ألزم به نفسه بأن هذا القول كفر بال إشكال! وقبل عرض النماذج ننقل ما جاء في مادة العرفان للدكتور الشيخ محمد شقير (التي تدر س في جامعة آزاد اإليرانية (المصطفى) كلية الفلسفة واإللهيات) بعد أن عد د أنواع وحدة الوجود يقول : تعتقد فئة أخرى وهم العرفاء بوحدة الوجود والموجود معا أي أن حقيقة الوجود أمر واحد وشخصي وأما بقية الموجودات فهي من تجليات تلك الحقيقة!! ويضيف أيضا : يعتقد العرفاء أنه ال يوجد في الواقع سوى وجود وموجود واحد, وهذه الحقيقة الواحدة هي حقيقة مقيدة بجملة من القيود االعتبارية, وهذا التقي د الذي هو سبب ظهور تلك الكثرات الوهمية وإال فال تكثر ال في الوجود وال في الموجود!! المصدر : مادة العرفان, الشيخ محمد شقير, ص 17, جامعة آزاد اإلسالمية, كلية الفلسفة واإللهيات. فهم إذا يعتقدون بوحدة الموجود ال وحدة الوجود! ونأتي اآلن لعرض النصوص: يقول ابن عربي : إن الذات اإللهية (الواجب) هي التي تظهر بصور العالم (الممكن)! المصدر :فصوص الحكم,ابن عربي, ص 70. تعليق: يقول ابن عربي في هذاالمقام بأن الوجود الواجبي وهو الله يظهر بصورة الوجود اإلمكاني وهو العالم!! وهذا القول كفر بال إشكال كما عب ر السيد منير الخب از حفظه الله! ويقول ابن عربي أيضا : بل هو (الله تعالى) عينها ال غيرها, أعني الموجودات العينية!! المصدر :فصوص الحكم,ابن عربي, ص 80. تعليق: يصر ح ابن عربي هنا بكل وقاحة بأن الله تعالى هو عين الموجودات اإلمكانية (المخلوقات)!! ولكي ال تتوهم أنه يقصد شيئا آخر أردفها بقوله (ال غيرها) فالوجود الواجبي (وهو الله) ع ني الوجود اإلمكاني (الموجودات) فال مغايرة بينهما!! وهذا القول كفر بال إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله! 6

7 ويقول ابن عربي أيضا : إذا شهدنا نفوسنا شهدناه, ألن ذواتنا عين ذاته ال مغايرة بينهما. المصدر :فصوص الحكم,ابن عربي, ص 85 تعليق: وهنا أيضا بكل صراحة يقول إذا شاهد نفسه شاهد الله ألن ذاته هي عين ذات الله ولكي ال يشتبه عليك المعنى ألحقها بقوله : ال مغايرة بينهما! وهذا كقول الحال ج : أنا من أهوى و من أهوى أنا*** نحن روحان حللنا بدنا فإذا أبصرتني أبصرته*** و إذا أبصرته أبصرتنا أيها السائل عن قصتنا*** لو ترانا لم ت فرق بيننا روحه روحي وروحي روحه*** من رأى روحين حلت بدنا?! المصدر : ديوان الحال ج, قافية النون, ص 80, طبعة منشورات الجمل. فهنا يقول بكل صراحة أنه الله والله هو وال فرق بينهما!! فأصبح الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود اإلمكاني (وهو اإلنسان) فال مغايرة بينهما! وهذا القول كفر بال إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله! وقبل أن نتعدى تصريح ابن عربي ننقل تعليق الخميني عليه : يقول : أي شهودنا للحق (لله) شهود أنفسنا!! المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح األنس, للخميني, ص 65. فمشاهدتك لنفسك هي مشاهدتك لله تعالى! فأنت هو وهو أنت! وهذا القول كفر بال إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله! ويقول ابن عربي أيضا : يا خالق األشياء في نفسه** أنت لما تخلقه جامع تخلق ما ال ينتهي كونه** فيك, فأنت الضيق الواسع. المصدر :فصوص الحكم,ابن عربي, ص 88. تعليق: الحظ أخي القارئ هذه الجرأة على الله تعالى! يصفه بالضيق والسعة! ألنه يعتقد بأن الله جسم كسائر األجسام فما تلك األجسام سوى عينه وذاته تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا! والمال صدرا يعتقد بهذا كشيخه األكبر ابن عربي! المصدر : التنقيح, المحقق الخوئي, ج 2 ص 78. وال شك بأن قول ابن عربي هذا كفر بال إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله. ويقول ابن عربي أيضا : ليس وجود إال وجود الحق (الله), بصور أحوال ما هي عليه الممكنات (المخلوقات) في أنفسها وأعينها. 7

8 المصدر :فصوص الحكم,ابن عربي, ص 96. تعليق: ابن عربي الزنديق يقول أن كل ما في الوجود هو الله تعالى ولكنه في صور أحوال الموجودات في نفسها وعينها,أي هو يؤكد بأن الله هو نفس تلك المخلوقات بعينها!! وهذا القول كفر بال إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله. ويقول ابن عربي أيضا : اإلخبار الصحيح أنه (أي الله) عين األشياء. المصدر :فصوص الحكم,ابن عربي, ص 111. تعليق: الله عين األشياء! أي األشياء هي الله والعياذ بالله! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا! فالوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود اإلمكاني (وهو األشياء) وهذا القول كفر بال إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله. وقال ابن عربي أيضا : إن العارف من يرى الحق في كل شي ء, بل يراه عين كل شيء. المصدر :فصوص الحكم,ابن عربي, ص 108. تعليق : الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود اإلمكاني ) وهو كل شيء) أي وحدة موجود حقيقة وواقعا!! وهذا القول كفر بال إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله! يقول الخميني: يكون صور الخالئق ظهور الحق (الله) ال ظهورها!! و باطنها (أي باطن الخالئق) بطونه (الله) ال بطونها فالعالم غيب ما ظهر والحق ظاهر ما غاب والغيب بمعنى عدم الوجود مطلقا ال وجود غيبي باطني. المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح األنس, الخميني, ص 161. تعليق: يقول الخميني هنا بأن الوجود الواجبي (وهو الله) يظهر بصورة الوجود اإلمكاني (الخالئق)!! أي كل ما تراه من مخلوقات هو ظهور الله بصورها! وهذا القول كفر بال إشكال كما عب ر السيد منير حفظه الله! ويقول حسن زادة آملي : العارف في هذا المقام (أي مقام الفناء في الذات) يرى جميع أنواع الكائنات المختلفة متحدة كما أن الجاهل يحسبها متكثرة... وفي هذا المقام يتحقق بحقيقة التوحيد وكلمة ((ال إله إال الله)) الطيبة, قائال بلسان الحقيقة ((يا هو يا من ليس إال هو)) فإذن ال يبقى له وال للممكنات األخرى هوية, بل هوية الكل مضمحل ومتالش في تجل ي حقيقة الحق!! المصدر : السير إلى الله, حسن زاده آملي, ص

9 تعليق : وهذا نص صريح وواضح من حسن زادة آملي على أن كل الكائنات متحدة مع الله (أي وحدة موجود) فالوجود الواجبي (وهو الله) متحد مع الوجود اإلمكاني (كل الكائنات) وهذا كفر بال إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله! يقول الخميني: فإن المفنى فيه بما أنه مفنى فيه هو الفاني كما أن الفاني بما أنه فان هو المفنى فيه!!! المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح األنس, الخميني, ص 114. تعليق: الفاني هو السالك الذي فنى في الله, والمفنى فيه هو الله!, فالخميني هنا يقول بكل صراحة هذا هو هذا وال فرق بينهما! فالوجود الواجبي (وهو المفنى فيه) عين الوجود اإلمكاني (وهو السالك الفاني) وبالعكس! وهذا القول كفر بال إشكال كما عب ر السيد منير حفظه الله! والخميني صر ح في شعر له بموافقته لمقولة الحال ج : (أنا الحق) أي هو الله! يقول: ذ ه ل ت نفسي عن نفسي «أنا الحق» صرخت فاشتريت, مثلما الحال ج يوما, ح ب ل ش ن قي المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي,ص 3. فهاهو الخميني يصر ح كالحال ج بقوله (أنا الحق) أي هو الله بل يتمنى أن ي علق مثله على حبل المشنقة! فعند الخميني أن الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود اإلمكاني (وهو اإلنسان) لذلك صر ح بقوله (أنا الحق) أي هو الله!! وهذا القول كفر بال إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله! وقد صر ح بكفر قائل هذه المقولة كبار الفقهاء, أنقل هنا إحدى الفتاوى وهي للمرجع الشيخ إسحاق الفياض دام ظله. نص الفتوى : سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ إسحاق الفياض دام ظله السالم عليكم ورحمة الله وبركاته. ما حكم من يقول (أنا الحق) أي هو الله? وهل يجوز التبرير له بأنه في حالة محو ال حالة صحو بسبب الحب والوجد? أو التبرير له بأنه قال ذلك على سبيل الحكاية كأنه يقرأ قوله تعالى (إني أنا الله)? أو التبرير له بأن مثل من يقول (أنا الحق) كمثل الشجرة التي نودي منها نبي الله موسى عليه السالم (إني أنا الله)? فما قولكم في كل ذلك رحمكم الله? 9

10 الجواب : بسمه تعالى, إن كان بكامل قواه العقلية فهو محكوم بالكفر والزندقة. نعم إذا كان بحال الهذيان والتخريف فال يحكم بذلك. أقول : إما التخريف والهذيان أو الكفر والزندقة فليختر العرفاء أحلى الم ر ين! يقول السيد منير الخباز : هم (أي العرفاء) ال يقصدون أن الوجود الواجبي وهو الله والوجود اإلمكاني وهو اإلنسان يتحدان يصيروا وجود واحد- هذا ما يقصدوه هذا كفر بال إشكال ال يقصدون اتحاد المرتبتين حقيقة وواقعا هذا كفر بال إشكال- وال يقصدونه إنما يقصدون رؤية قلبيه ال أكثر... أقول : توضح مما سبق بطالن هذا االدعاء إذ أن تصريحات العرفاء وأقوالهم تدل على الوحدة المحضة بين الله وخلقه (وحدة الموجود) وليس كما ذكر السيد منير الخباز بأنهم ال يقصدون الوحدة الحقيقية! يقول الدكتور خنجر علي حمية: و (حيدر) اآلملي كما هو الحال مع ابن عربي شديد الحماس لفكرة وحدة الوجود... وهو شأنه شأن المنتمين إلى تيار وحدة الوجود, يرى أن الوجود واحد ال كثرة فيه وال تعدد, وهو الوجود الحق الواجب الذي ال يحيط به زمان وال يحده مكان, وال تحيط به معرفة, وال يستنفده تصور أو إدراك, وهو الحقيقة التي ال ثاني لها وال شيء يشبهها, والتي تتصف وحدها بالوجود على نحو الحقيقة, وما سواها وهم ال حقيقة له وال وجود, ال في خارج وال في ذهن!!! المصدر : العرفان الشيعي, د. خنجر علي حمية, ص 773, طبعة دار الهادي بيروت. أما قوله : إنما يقصدون رؤية قلبيه ال أكثر, إن ما يترتب على طريق العبادة رؤية قلبية شهودية تصل بأن ال ترى غير الله (مازال العبد يتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه ( هذا المقصود, فإذا أحببته (خالص ما يشوف غيري)كنت قلبه الذي يعقل به وسمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولسانه الذي ينطق به) أقول : بل يقصدون رؤية عين ال رؤية قلب وتصريحاتهم تكشف هذا األمر! فهذا كبير العرفاء ابن عربي يقول : فما في الوجود مثل فما في الوجود ضد, فإن الوجود حقيقة واحدة والشيء ال يضاد نفسه! فلم يبق إال الحق, لم ي ب ق كائن **فما ث م موصول وما ث م بائن ب ذا جاء برهان الع يان, فما أرى **- بعي ني - إال عين ه, ذا أ عاي ن. المصدر :فصوص الحكم,ابن عربي, ص

11 الحظ هنا أن ابن عربي يصر ح أن كل ما يراه بعينه هو عين الله! أي هو ذات الله سبحانه وتعالى! فهي إذا رؤية عين ال رؤية قلب! ويقول في تصريح آخر : إن الحق (الله) عينه يتجلى يوم القيامة في صورة في عرف ثم يتحول في صورة في نكر ثم يتحول عنها في صورة في عرف وهو هو المتجلي ليس غيره في كل صورة! المصدر : فصوص الحكم, ابن عربي, ص 184. فكيف يعرف وينكر إذا لم تكن الرؤية هي رؤية عين?! وجاء في تعليق للسيد المدرسي على ما روي عن اإلمام علي عليه السالم أنه قال : ((ما رأيت شيئا إال ورأيت الله قبله وبعده ومعه)) قال : وقد توهموا (أي العرفاء) أن معنى ذلك انتشار الله في الموجودات, وأن الكلمة تشبه ما قاله - مثال - القائلون بوحدة الوجود, من أننا نرى كل شيء في الله, وال نرى شيئا إال وهو الله كما قال شاعرهم: هو الواحد الكثير بنفسه **** وليس سواه إن نظرت بدقة بدا ظاهرا بالكل للكل بيننا **** تشاهده العينان في كل ذرة... يتوهم الشاعر أن كل شيء هو ذات الله, وأن العين - وليس القلب- تراه في كل ذره. المصدر : العرفان اإلسالمي, المدرسي, ص 296. توضح للقارئ الكريم مما سبق توهم السيد منير أن مقصود العرفاء رؤية قلب بينما كشفت تصريحات العرفاء أنها رؤية عين! يقول السيد منير الخباز : إذن العرفاء يقولون معنى وحدة الوجود عندنا وحدة الموجود والطريق إليها طريق قلبي شهودي وليس طريقا تصوريا عقليا, وبهذا تشوف بعض الحمالت على العرفاء وذوال كفار يؤمنوا بوحدة الوجود ما قاعد يفهم هذا المشكل شنهو مقصودهم من وحدة الوجود... أقول : تو ضح مما سبق معنى ما يقصده العرفاء من وحدة الوجود, فقد أثبتنا أنهم يعتقدون بالوحدة على نحو الحقيقية بين الله ومخلوقاته, وإن الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود اإلمكاني (وهو المخلوقات) وهذا القول كفر بال إشكال كما عب ر السيد منير نفسه. أما فيما يتصل بما تتحدثون عنه يا سيد منير وتصورونه على أنه فناء معنوي فهذا عند العرفاء من الزمه أن يكون المرء مغي ب العقل عن كل ما يحيط به وال يرى ما يحيط به ويفقد الشعور بكل شيء وهو هذا الذي يسمونه وحدة الشهود وهو مخالف لتعاليم الكتاب العزيز الذي يحثنا على تعق ل ومالحظة ما حولنا من خلق وإدراكه وتأمله, ال إلى عدم االلتفات إليه والشعور به.. ثم 11

12 حتى هذا الذي تحدث عنه سماحتكم من شهود قلبي غير متحقق في الوجدان مطلقا على النحو الذي يدعيه العرفاء! إن حالة االنقطاع إلى الله تعالى تزيد معها حالة الوعي واإلدراك لنعم هذا الخالق العظيم والتي من أعظمها شرف الوقوف بين يديه تعالى وهذا الشعور هو "شيء من األشياء" التي ال تنفك النفس عن استحضارها في حال االنقطاع له جل وعال وهذه الحالة يستلزم منها مالحظة المرء "لوجوده" هو على األقل فأين هذا مما يسمونه وحدة شهود? زخارف عرفاء هذا العصر الترقيعية ال تجدي في تجميل الوجه القبيح لكفرياتهم التي سطرتها كتبهم.. أما قوله : وبهذا تشوف بعض الحمالت على العرفاء وذوال كفار يؤمنوا بوحدة الوجود... أقول: لقد تصدى علماء الطائفة للرد على شبهات وضالالت هذه الفرقة المنحر فة الدخيلة على التشي ع وتفنيد أباطيل كهنتها وتعريتهم منذ القرون األولى و استمر الخلف على سيرة السلف في بيان انحرافات العرفاء حتى عصرنا هذا, وقد ألفوا عشرات الكتب والرسائل والمقاالت في رد اعتقاداتهم الباطلة و دحضها. وهناك العديد من األقوال ألكابر علمائنا في ذم هم وتسفيه معتقداتهم و تضليلهم والحكم عليهم بالكفر والزندقة واإللحاد. فليس موضوع تعرية وفضح العرفاء أمرا طارئا على الساحة الشيعية لكي ينتفض السيد منير الخباز ويقول: هناك حمالت! أو يصو ر من ينبرون للرد على العرفاء على أنهم من الجه ال الذين ال يفقهون شيئا!! إن خط الفقهاء واضح معروف وهو ضد العرفان المزي ف وهذا الخط يمثله كبار أعالم الطائفة كالشيخ المفيد والطوسي والمقدس األردبيلي والمجلسي والسيد نعمة الله الجزائري والحر العاملي ووو... ومن هم على سيرتهم إلى هذا العصر كالميرزا مهدي األصفهاني وتالمذته... والسيد المرعشي النجفي والسيد الخوئي والسيد السيستاني والشيخ الفياض والشيخ الوحيد الخراساني والسيد الشيرازي والسيد الروحاني وغيرهم رحم الله الماضين وحفظ الباقين. والخط الثاني خط العرفان المزي ف ورواده وأتباعه هم على نهج ابن عربي الصوفي لعنه الله, وقد صر ح الكثير من رموز الخط األول بكفر ابن عربي وزندقته! وهو كبير العرفاء بل أكبرهم! ولهذا سم وه بالشيخ األكبر. فالتصدي للعرفاء وكشف باطلهم اليوم ليس حمالت طارئة كما يريد تصويرها السيد منير الخباز بل هي اقتفاء لنهج العلماء األبرار في التصد ي لهذا الخط المنحر ف. 12

13 يقول السيد منير الخباز : إذن العرفاء يقولون معنى وحدة الوجود عندنا وحدة الموجود والطريق إليها طريق قلبي شهودي وليس طريقا تصوريا عقليا... أقول: العارف ال يمتلك أي ا من الدليلين العقلي والنقلي وهما الحجة في الشرع إلثبات معتقداته فليس من طريق أمامه سوى أن يد عي علم الغيب بنسبة العلم اللدني إلى نفسه فيزعم بأن ه يوحى إليه ولكنه يسمي ذلك كشفا أو شهودا للتحايل والخداع! ولكي يتبي ن للقارئ الكريم عدم حجية كشفهم من جهة وينكشف له كذبهم وخداعهم ودجلهم من جهة أخرى فليراجع مكاشفاتهم الخرافية التي من بينها تشبيه الله تعالى بخلقه ورؤية الله في اآلخرة! وقولهم (والعياذ بالله) بكفر مؤمن قريش شيخ البطحاء أبي طالب صلوات الله عليه وإيمان فرعون! بل القول بأن فرعون من العرفاء الشامخين. هذا عدا عن قولهم بعدم النص على الخالفة وقولهم بانقطاع العذاب في نار جهنم وتحو ل العذاب إلى ع ذ وبة! وقولهم بأن الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السالم, وقولهم بتخطئة األنبياء وتصحيح عمل الكفار! وادعائهم بأن كتاب فصوص الحكم عديم المثال والنظير وأنه مماثل للقرآن الكريم!! وغيرها من الكفريات والخرافات الكثيرة التي ال يسع المجال لذكرها هنا ومن أراد االطالع بشكل مفص ل فليراجع كتابنا (مكاشفات العرفاء وحي إلهي أم وسوسة شيطانية?) إذن ال حجية للشهود والمكاشفات التي يدعيها العرفاء وأما قولهم بوحدة الوجود فهو باطل عقال ونقال. الخالصة : تبي ن من خالل ما تقد م بطالن ادعاء السيد منير الخباز بأن العرفاء ال يقصدون الوحدة الحقيقية, إذ تكش ف للقارئ الكريم من خالل تصريحات العرفاء وأقوالهم أنهم يعتقدون بالوحدة المحضة بين الله وخلقه (وحدة الموجود) وليس كما ذكر السيد بأنهم ال يقصدون ذلك! كما تبي ن بطالن قوله (إنما يقصدون رؤية قلبيه ال أكثر) حيث كشفت تصريحاتهم أنهم يقصدون رؤية عين ال رؤية قلب! وقد ثبت من خالل األدلة التي ذكرناها أنهم يعتقدون بأن الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود اإلمكاني (المخلوقات), وهذا القول كفر بال إشكال بحسب تصريح السيد منير نفسه! هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.. طالب علم 9 /ربيع األول/ 1436 ه عيد الغدير الثاني 13

14 منير الخباز "على فتات مائدة المدافعين عن المتصو فين " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعج ل فرجهم والعن أعداءهم سعى العرفاء (المتلب سون بلباس التشي ع) بكل قوة لتعظيم شخصية الزنديق ابن عربي لعنه الله ورفع شأنه, فقاموا بدراسات كثيرة إلحياء تراثه والدفاع عنه وتبرير أقواله وإلباسها لباس اإلسالم فحققوا نجاحا كبيرا وخدعوا الماليين من الشيعة فأوهموهم بأن ابن عربي من الشيعة الموالين ألهل البيت عليهم السالم لكي يبرروا األخذ عنه واالقتداء به, وقد تشبثوا ببعض األقوال الشاذة لبعض العلماء كي يثبتوا هذا االدعاء الباطل! ولكن هذه الكذبة لم تستمر طويال ألن الواقع يكذبها فتصريحات ابن عربي واضحة في تسننه البكري بل نصبه!! وقد اعترف كبير العرفاء في هذا العصر أو أنطقه الله من غير أن يشعر فصر ح بأن ابن عربي بكري وليس من الشيعة الموالين! ينقل غالم علي رجائي عن آية الله الشيخ المحمدي الجيالني أنه قال : سمعت من اإلمام (الخميني) يوما قوله إن المرحوم القاضي سعيد القمي هو في الشيعة نظير محيي الدين بن عربي عند أهل السنة!! المصدر : قبسات من سيرة االمام الخميني - في ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية- ص 105. وينقل محقق كتاب الخميني (التعليقة على الفوائد الرضوية) قول أحد تالمذته إنه (أي الخميني) كان يعب ر عن احترام خاص لمحيي الدين (ابن عربي) في المدرسة "السنية", ولصدر المتألهين والقاضي سعيد القمي في مدرسة أهل البيت!! المصدر : التعليقة على الفوائد الرضوية, الخميني, ص 12, طبعة مؤسسة البالغ بيروت, الطبعة األولى سنة 1425 ه. وبهذا االعتراف لم تعد تنفع استماتتهم في التشبث بهذه الكذبة!! وقدكسربعضالعلماءحاجزالتقيةمنالنظامالسياسياإليرانيالمرو جالبنعربيفيهذاالعصر فصرحوا بزندقة ابن عربي وإلحاده وبينوا أباطيل عرفانه الزائف (كالمر جع الشيخ إسحاق الفياض دام ظله الذي وصف ابن عربي بالزنديق في تسجيل منشور), وهنا وقع المتزلفون للنظام في مشكلة كبيرة إزاء العرفاء وتصريحاتهم وكتاباتهم المادحة البن عربي والموافقة لنهجه الباطل فحاولوا أن يوهموا الناس بأن عرفان العرفاء (المتلبسين بالتشي ع) يختلف عن عرفان ابن عربي وأنهم ال يعتقدون بوحدة الموجود كما يعتقد بها ابن عربي, وهذا األمر يكذ به الواقع فأي باحث 14

15 بمجر د أن يطلع اطالعة بسيطة على كتبهم العرفانية سيكتشف موافقتهم له في العقيدة ويرى مدحهم وتعظيمهم له وألقواله والثناء عليه عند ذكر هذه األقوال! كقولهم (الشيخ األكبر أو الكبير) و (العظيم) وغيرها من عبارات التعظيم والتبجيل! وقد دخل على هذا الخط بعض المشايخ والسادة لألسف الشديد وأخذوا يدافعون عن العرفاء ويصو رون للناس بأن عرفانهم عرفان أهل البيت عليهم السالم وليس عرفان ابن عربي! ومن هؤالءالسيدمنيرالخبازحفظهاللهحيثاشتبهتعليهاألموروأخذيرددمايقولهالعرفاءوأذنابهم من غير تأمل! وهذا هو المقطع المرئي: التعليق على ما جاء في كالمه: يقول السيد منير الخباز : إلتفت لهذه النقطة أريد أرفع شبهة, البعض يتصو ر أن علم العرفان يعني محيي الدين ابن العربي, يعني هناك تقارن إذا تقول عرفان يعني محيي الدين ابن العربي وبما أن محيي الدين ابن العربي فيه كالم إذن هذا علم العرفان علم غير موثوق ومو معلوم..,ال, إلتفت لي جيدا البد من الفصل بين األمرين!... هناك خالف في محيي الدين ابن العربي إحنا ما نريد نخوض في هالخالف هذا له أهله, نريد أن نقول نقطة واحدة الخالف في تراث ابن العربي ال يعني الخالف في قيمة علم العرفان, علم العرفان كعلم مستند إلى المعطيات المستفادة من روايات أهل البيت شيء وكون تراث ابن العربي في كتابيه الفتوحات والفصوص مقبوال أم غير مقبوال شيء آخر هذا ال يستلزم هذا ماكو مالزمة بين األمرين.. انتهى كالمه. أقول: إن العرفان بهذا المنهج االعتقادي والسلوكي الشائع اليوم عند الناس هو باطل وليس من منهج أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم, إذ ليس هو سوى الوجه اآلخر للتصو ف, وكالهما منبعه الفلسفة, وال أدل على أن العرفان والتصو ف كالهما وجهان لعملة واحدة, أنك تجد أهل العرفان يعظ مون رموز التصو ف كالحالج وابن عربي وجالل الدين الرومي وغيرهم, وأنك تجد مشاربهم وأذواقهم متحد ة وإن أنكر المكابرون منهم ذلك. وهذا المنهج العرفاني القائماليومإنما هو منهج شيطانيكما تنبأ بذلك أئمتناصلواتالله عليهم, إذ هو يزعم أن بمقدور العبد أن يصل إلى معرفة الله بغير الطريق الذي رسمته الشريعة, كما يسمى عندهم بالكشف والشهود وقطع األسفار األربعة: من الخلق إلى الحق, من الحق إلى الحق, من الحق إلى الخلق, من الخلق إلى الخلق! وهي كما ترى ال أصل لها في شريعة اإلسالم. واألخطر في هذا المنهج الشيطاني أنه يوقع صاحبه في الشرك باعتقاده بوحدة الوجود والموجود باستخدام عبارات جذابة براقة تستقطب ضعفاء القلوب. 15

16 وقد ورد عن أئمتنا (صلوات الله عليهم) ذم مؤكد لمن يسلك هذا المسلك, فقد سئل إمامنا الصادق (صلوات الله عليه) عن الصوفية فقال: (إنهم أعداؤنا, فمن مال إليهم فهو منهم وي حشر معهم, وسيكون أقوام, يد عون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم, ويلقبون أنفسهم بلقبهم, ويقولون أقوالهم, أال فمن مال إليهم فليس منا, وإنا منه براء, ومن أنكرهم ورد عليهم, كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله). المصدر : سفينة البحار للمحدث القمي ج 2 ص 57. أما العرفان اإلسالمي الصحيح فهو ذاك الذي عب ر عنه إمامنا الباقر (صلوات الله عليه) ضمن جوابه على أسئلة أبي حمزة الثمالي رضوان الله تعالى عليه. فقد روى العياشي عن أبي حمزة قال: (قال أبو جعفر عليه السالم: يا أبا حمزة.. إنما يعبد الله من عرف الله, فأما من ال يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضاال. قلت: أصلحك الله وما معرفة الله? قال: يصد ق الله ويصد ق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في مواالة علي واإلئتمام به, وبأئمة الهدى من بعده, والبراءة إلى الله من عدو هم, وكذلك عرفان الله. قلت: أصلحك الله, أي شيء إذا عملت ه أنا استكملت حقيقة اإليمان? قال: توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما أمرك الله. قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله? فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى األمر إلينا ثم ابني جعفر - وأومأ إلى جعفر وهو جالس - فمن والى هؤالء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمر الله. قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله? قال: األوثان األربعة. قلت: من هم? قال: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ومن دان بدينهم, فمن عادى هؤالء فقد عادى أعداء الله). المصدر: تفسير العياشي ج 2 ص 116. فدق ق أخي القارئ الكريم في قوله عليه السالم: (وكذلك عرفان الله) لتعرف المعنى الحقيقي السليم للعرفان, ولتعرف أيضا المعنى المحر ف مما هو شائع اليوم عند الناس مع األسف لما أغواهم به أئمة الضاللة والدعاة إلى النار. إن الله تعالى ال ت عرف حقيقته, وكل من اد عى ذلك يكون كافرا, وإنما ي عرف الله بمعرفة أوليائه ومواالتهم, وبمعرفة أعدائه والبراءة منهم, وكذلك عرفان الله, وتلك حقيقة اإليمان. 16

17 يقول السيد منير الخباز : البعض يتصو ر أن علم العرفان يعني محيي الدين ابن العربي يعني هناك تقارن إذا تقول عرفان يعني محيي الدين ابن العربي وبما أن محيي الدين ابن العربي فيه كالم إذن هذا علم العرفان علم غير موثوق ومو معلوم, ال التفت لي جيدا البد من الفصل بين األمرين! أقول: إن العرفان الذي يعتقد به العرفاء اليوم هو عرفان ابن عربي وليس عرفان أهل البيت عليهم السالم وال يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة الواضحة فالعرفاء ينتهجون نهج ابن عربي ويعيشون على فتات مائدته كما عب ر المطهري! يقول المطهري : أوصل محيي الدين (ابن عربي) العرفان إلى مرحلة جديدة لم يسبق له بلوغها, فأنشأ القسم الثاني من العرفان, أي قسمه العلمي والنظري والفلسفي, والعرفاء بعده تناولوا فتات مائدته. المصدر : العرفان والكالم, المطهري, ص 99. والعرفاء هم امتداد لعرفان ابن عربي الزائف وهذا ما صر ح به كمال الحيدري حين قال : ال يمكن اعتبار اإلمام الخميني في منهجه صاحب مدرسة عرفانية مستقلة بل هو امتداد وحلقة على خط المدرسة العرفانية ولم يضف اإلمام أي شي على نفس المدرسة العرفانية التي وضع أ سسها محيي الدين بن عربي في كتاب فصوص الحكم, وبحسب التسلسل التاريخي الذي نراه في الحكمة المتعالية فإن السيد اإلمام الخميني يعتبر امتدادا لتلك المدرسة من الناحية الفلسفية سواء بالنسبة لمدرسة الحكمة المتعالية أم المدرسة العرفانية!! المصدر : العرفان الشيعي, كمال الحيدري, ص 406. إن عرفاء الشيعة كلهم يعيشون على فتات مائدة ابن عربي كما صر ح بذلك المطه ري وهم امتداد لمدرسته كما قال الحيدري, وإن مرتكزات حكمتهم وعرفانهم عنه أ خ ذت فهو من نظ ر وفلسف العرفان وجعل له القسم النظري, فالحكمة المتعالية ما هي إال شرح لفصوص الحكم والفتوحات المكية وهذا ما صر ح به كبارهم! يقول كمال الحيدري: إن أبرز مرتكزات الحكمة المتعالية (األسفار األربعة) تثوي في كتابات محيي الدين ابن عربي باألخص كتابيه (فصوص الحكم) و (الفتوحات المكية) وأن كل ما يعود لصدر الدين الشيرازي هو تشييد األبنية البرهانية لمقوالت الشيخ األكبر وأمهات أفكاره بحيث لم يكن كتاب الحكمة المتعالية (األسفار األربعة) إال صيغة برهانية لمقوالت ابن عربي وأفكاره. المصدر: التوحيد, كمال الحيدري, ج 1 ص ويقول حسن زادة آملي : إن جميع المباحث الرفيعة والعرشية لألسفار منقولة من الفصوص والفتوحات وبقية الصحف القيمة والكريمة للشيخ األكبر (ابن عربي) وتالمذته بال واسطة أو مع 17

18 الواسطة... ثم يقول : إذا ما اعتبرنا كتاب األسفار الكبير مدخال أو شرحا للفصوص والفتوحات فقد نطقنا بالصواب. المصدر : التوحيد, كمال الحيدري, ج 1 ص 230, نقال عن العرفان والحكمة المتعالية, لحسن زادة آملي ص 16, 36 بالفارسية. وعلى هذا ال يمكن الفصل بين العرفان الشيعي وعرفان ابن عربي كما يحاول السيد منير الخباز فعله! ونحن ال نرى السيد منير بترديد هذه المقالة في الدفاع عن العرفاء سوى مقتات على فتات موائد جميع المدافعين عن العرفاء المنتسبين للتشي ع فهو لم يأت بجديد بهذا الشأن وتلك هي مقالتهم التي يروجونها في سبيل التالعب بعقول أبناء هذه األمة وتسطيح أفكارهم! يقول السيد منير الخباز : هناك خالف في محيي الدين ابن العربي إحنا ما نريد نخوض في هالخالف هذا له أهله... أقول: بينا في مقالنا (لله ثم للضمير وقفة مع السيد منير) بأنه ال يوجد خالف في ضالل ابن عربي وزندقته عند علمائنا األبرار, والقول الصحيح هو أن هناك خطان : خط الفقهاء وهو ضد العرفان المزي ف وهذا الخط يمثله كبار أعالم الطائفة كالشيخ الصدوق والشيخ المفيد وشيخ الطائفة الطوسي والمقدس األردبيلي والعالمة المجلسي والسيد نعمة الله الجزائري والحر العاملي والشيخ محمد بن طاهر القمي ووو... ومن هم على سيرتهم إلى هذا العصر كالميرزا مهدي األصفهاني وتالمذته... وأبو الحسن األصفهاني والسيد البروجردي والسيد المرعشي النجفي والسيد الخوئي والسيد السيستاني والشيخ الفياض والشيخ الوحيد الخراساني والسيد الشيرازي والسيد الروحاني وغيرهم رحم الله الماضين وحفظ الباقين. والخط الثاني خط العرفان المزي ف ورواده وأتباعه هم على نهج المتصو فة وعلى رأسهم ابن عربي لعنه الله, وقد صر ح الكثير من رموز الخط األول بكفر ابن عربي وزندقته! وهو كبير العرفاء بل أكبرهم! ولهذا سم وه بالشيخ األكبر. وهنا مقطع ألحد المراجع العظام وهو يصف ابن عربي بالزندقة ويمنع من تدريس كتبه في الحوزة : يقول السيد منير الخباز : اختلف العلماء في تقويم محيي الدين ابن العربي, الشهيد المطهري يقولهوأعظمعرفاءاإلسالمولميصلأحدالقبلهوالبعدهماوصلإليهمحييالدينابنالعربي 18

19 وينقل عن أستاذه العالمة السيد الطباطبائي صاحب الميزان في شرح المنظومة أنه ما كتب سطر في اإلسالم كما كتب محيي الدين (ابن عربي) والفيلسوف العظيم صدر المتألهين الشيرازي صاحب كتاب األسفار األربعة أثنى على عرفان محيي الدين ابن العربي بل تخصص في تحليل عرفانه هو وتلميذه الفيض الكاشاني ولإلمام الخميني كتب تعليقة على كتاب فصوص الحكم لمحيي الدين ابن العربي ونقل صاحب كتاب الحبل المتين عن السيد القاضي السيد علي القاضي من أعاظم العرفاء في النجف األشرف نقل عنه أنه كان يقول يظهر من كتاب الفتوحات المكية أن محيي الدين ابن العربي من الكاملين ومعنى أنه من الكاملين أنه من الموالين ألهل البيت صلوات الله وسالمه عليهم أجمعين... أقول : إن العرفاء قوم يحيطون أنفسهم بالضبابية ويتحايلون ويتلونون ويتناقضون فعقائدهم باطنية ويمارسون ما يشبه التقية من المؤمنين الموحدين الذين يسلقونهم بأحد لسان وينبذونهم, ولكن الله يفضحهم فهم ال يتمكنون من إخفاء مودتهم للزنادقة من المتصو فة فمودتهم لهم مصدرها تشابه قلوبهم. وصدور مثل هذا التعظيم البن عربي الزنديق مرد ه لتشابه قلوبهم, فلو لم يعتقدوا بعقائده ولم يؤمنوا بديانته, لم يقولوا كل هذا الثناء فيه, ويهتموا بكتبه كل هذا االهتمام من خالل شرحها والتعليق عليها. فالطباطبائي صاحب الميزان حينما قال (أنه ما كتب سطر في اإلسالم كما كتب محيي الدين (ابن عربي))!! غالى في الرجل لدرجة أنه قد م أقواله على كل ما كتبه األجالء من أصحاب األئمة صلوات الله عليهم والعلماء األبرار في كل العصور!! ومثل هذا الغلو ال يصدر إال عن شخص معتقد بعقائد ابن عربي ويدين بدينه! يقول السيد منير الخباز : نريد أن نقول نقطه واحده الخالف في تراث ابن العربي ال يعني الخالف في قيمة علم العرفان... أقول: تبين مما سبق معنى العرفان عند أهل البيت عليهم السالم وتبي ن أنه ال عالقة له بعرفان ابن عربي وأتباعه, وما يصنعه العرفاء اليوم هو تأويل للروايات واآليات لكي توافق عقيدة ابن عربي في وحدة الموجود! وقد يتشبث العرفاء ببعض الروايات المنكرة المنسوبة إليهم عليهم السالم والتي ليس لها أصل في الكتب المعتبرة كحديث "لنا مع الله حاالت فيها هو نحن ونحن هو" الذي يربطه العرفاء بعبارات ابن عربي الكفرية! 19

20 فالخمينيمثال ذكر هذاالحديثالمنكرلالستداللبه علىالوحدةالمزعومة,ثم يقولبعدذكره: وكلمات أهل المعرفة خصوصا الشيخ الكبير محيي الدين (ابن عربي) مشحونة بأمثال ذلك مثل قوله : الحق خلق والخلق حق والحق حق والخلق خلق!! المصدر: مصباح الهداية, الخميني, 114. أقول :تالحظ أخي القارئ كيف أرسل الخميني هذا الحديث المنكر إرسال المسلمات واستشهد به إلثبات عقيدة ابن عربي الصوفية!! مع العلم أن هذه الرواية مرسلة ومنكرة وواضحة البطالن وهي ليست موجودة في مصادرنا المعتبرة, وقد استغل ها العرفاء لتبرير معتقدهم الزائف. على أن معناها ال يمت للوحدة المزعومة بصلة ألنها مختصة بمقامات األئمة عليهم السالم بينما يعتقد العرفاء وحدة كل شيء في كل شيء! وقد كشف نكارة هذه الرواية وبطالنها المحقق الكبير آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (قدس سره) حينما جاء على ذكر الصوفية في كتابه شرح إحقاق الحق. يقول (قدس سره) : رأيت بعض من كان يد عي الفضل منهم (أي من العرفاء) يجعل بضاعة ترويج مسلكه أمثال ما يعزى إليهم (عليهم السالم) "لنا مع الله حاالت فيها هو نحن ونحن هو"وما درى المسكين في العلم والتتبع والتثبت والضبط أن كتاب مصباح الشريعة وما يشبهه من الكتب المودعة فيها أمثال هذه المناكير مما لفقتها أيادي المتصو فة في األعصار السالفة وأبقتها لنا تراثا... المصدر: شرح إحقاق الحق, المرعشي النجفي, ج 1 ص 184. فيتبي ن أن العرفان الذي يدور حوله العرفاء هو عرفان ابن عربي وما ينسبونه من عرفان إلى أهل البيت عليهم السالم هو تأويل للروايات لكي تتوافق مع دين ابن عربي! يقول السيد منير الخباز : علم العرفان كعلم مستند إلى المعطيات المستفادة من روايات أهل البيت شيء وكون تراث ابن العربي في كتابيه الفتوحات والفصوص مقبوال أم غير مقبول شيء آخر هذا ال يستلزم هذا ماكو مالزمة بين اآلمرين.. أقول: أوال : العرفان يعتمد على المكاشفات, والمكاشفات ليست من العلوم, وقد صر ح الخميني بهذا فقال: إن العلم هو الذي يشتمل على التد بر والتمع ن والبرهان واالستدالل, بينما قد تكون المكاشفات والمشاهدات نتيجة العلوم الحقيقية, وقد تكون من جراء األعمال القلبية, وعلى أي حال إن المشاهدات والمكاشفات, والتحقق بحقائق األسماء والصفات, يجب أن ال تندرج في تقسيمات العلوم, ألن العلوم من واد والمكاشفات من واد آخر!! 20

21 المصدر: األربعون حديثا, الخميني,ص 361. فالعرفان الصوفي ليس من العلوم أصال هذا أوال. ثانيا : العرفان المزي ف ليس مستفادا من روايات أهل البيت عليهم السالم, وقد بينا معنى العرفان عندهم صلوات الله عليهم, وما يفعله المتصو فة هو تأويل ألحاديث المعصومين عليهم السالم بما يوافق عقيدة المتصو فة وعلى رأسهم ابن عربي. ثالثا : إن األحاديث األخالقية واألدعية الواردة عن أهل البيت عليهم السالم تدعونا للتفك ر في خلقاللهوالتأملفيآياتهوالتدبرفيهاوإدراكماحولناوإدراكذواتناوأنفسناوهذاخالفمايدعو له العرفاء من حالة السكر التي يعب ر عنها المتصو فة بالمحو والمحق وعدم االلتفات إلى الذات وتلك الخزعبالت التي ما أنزل الله بها من سلطان. فال يوجد أي صلة بين العرفان الرائج اليوم وبين عرفان أهل البيت عليهم السالم. الخالصة: تبي نمماتقدمبأنالعرفانالشائعاليومهومسلكمنحرفعنأهلالبيتعليهمالسالمألنهامتداد لنهج المتصو فة (وعلى رأسهم ابن عربي الزنديق) واالعتقاد بعقيدتهم الباطلة, وإن العرفاء يعيشون على فتات مائدة ابن عربي, فهم لم يأتوا بشيء جديد غير ما جاء به, بل هم سائرون على نهجه ومتبعون لمسلكه الشيطاني البعيد كل البعد عن منهج أهل البيت عليهم الصالة والسالم. فمحاولة تخليص العرفاء من خزعبالت ابن عربي والمتصو فة وإلباسها لباس اإلسالم والتشي ع هي بضاعة كاسدة ال سوق لها في ساحة العلم والحقيقة. هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.. طالب علم 23 /ربيع األول/ 1436 ه 21

22 لله ثم للضمير وقفة مع السيد منير" الحلقة الثانية" بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعج ل فرجهم والعن أعداءهم في تسجيل مرئي للسيد منير الخباز دعا جميع المؤمنين لمعرفة الله سبحانه وتعالى عن طريق معرفة النفس مستشهدا بالحديث النبوي الشريف (من عرف نفسه فقد عرف ربه)! مد عيا أن من عرف حقيقة نفسه عرف حقيقة ربه! ثم قس م أهداف معرفة النفس عند الطوائف واألديان إلى ثالثة أقسام: القسم األول: هم الذين يسعون لمعرفة النفس لتحقيق أمور خارقة للعادة كالهندوس. القسم الثاني: هم الذين يسعون لمعرفة النفس ألجل معرفة النفس فقط كالصوفية. القسمالثالث: همالذينيسعونلمعرفة حقيقة اللهعنطريقمعرفةحقيقةالنفس,فمعرفةالنفس عندهم هي جسر يوصلهم لمعرفة حقيقة الله سبحانه وتعالى! وهذا الطريق األخير -طريق العرفاء- اعتبره السيد منير هو الطريق الصحيح! وما يهمنا ونريد التعليق عليه هو ما اعتبره طريقا صحيحا لمعرفة حقيقة النفس التي توصل اإلنسان إلى معرفة حقيقة الله على حد قوله! وسنبين أن ما ذكره بخصوص المتصو فة غير صحيح فهم أيضا دوافعهم هي ذات دوافع القسم الثالث,وماهذاالفصلوالتمييزسوىفذلكةومحاولةلتبرئةساحةالعرفاءمنالتجانسوالتماهي مع الصوفية. وهذا هو المقطع المرئي: يقول السيد منير الخباز : أما مصطلح المعرفة لدى أهل العرفان: المقصود به عندما يقال المعرفة لدى أهل هذا العلم ولدى السالكين في هذا الطريق (العرفاء) فإن المقصود به هو التوص ل بانكشاف حقيقة النفس إلى انكشاف حقيقة الباري تبارك وتعالى وهو ما عبر عنه الحديث النبوي الوارد عن النبي محمد صلى الله عليه وآله "من عرف نفسه فقد عرف ربه"... أما الطائفة الثالثة وهي الطائفة الصحيحة: هي التي اشتغلت باكتشاف النفس ال ألجل اكتشاف النفس, بل ألجل أنيكوناكتشافالنفسطريقا للوصولإلىالله,فاكتشافالنفسمجر دطريقملحوظكمايقول العلماء على نحو الطريقية, ال على نحو الموضوعية, ما اكتشاف النفس إال جسر يوصل إلى 22

23 معرفة "حقيقة" الباري تبارك وتعالى. "من عرف نفسه فقد عرف ربه" وهؤالء هم أهل العرفان الحقيقيون الذين اشتغلوا بتهذيب أنفسهم وإصالحها واكتشاف كنهها وجوهرها سبيال إلى الوصول إلى الله تبارك وتعالى. أقول: إن المتأمل في محاضرة السيد منير الخباز بعنوان (العرفان هو الطريق إلى الله) يجد أنها تلخيص وتهذيب ل ما ذكره الطباطبائي (صاحب الميزان) من كالم مطو ل في تفسيره: 169/6 حول معرفة الله عن طريق معرفة النفس, ولم يكل ف (السيد منير) نفسه عناء االطالع على معنى الحديث وتفسيره عند علمائنا األبرار أتباع آل محمد عليهم السالم بل اكتفى بما يروجه أتباع ابن عربي من تأويل ولي لعنق الروايات لكي تخدم عقيدتهم الباطلة! والجواب على ما جاء في كالمه من عدة وجوه: أوال : أن الحديث (من عرف نفسه عرف ربه) لم يرد في األصول المعتبرة, وهو مروي عن النبي صلى الله عليه وآله, وعن أمير المؤمنين عليه السالم, وأقوى ما يستدل به لتصحيحه أن بعض العلماء تلقاه بالقبول ولكن الفرق بينهم وبين العرفاء أنهم فهموه على نحو ال يتنافى مع الثابت من عقائدنا. ثانيا : لو سل منا باعتباره فإن معناه أبعد ما يكون عما يريد العرفاء الترويج له, وغاية معناه أن الذي يعرف أنه مخلوق عاجز فقير مرك ب ممكن يعرف أن له خالقا مقتدرا غنيا بسيطا واجبا, فالحديث على فرض اعتباره إنما هو ناظر إلى أنه كلما زاد اإلنسان بصيرة في نفسه العاجزة الجاهلة الضعيفة كلما زاد بصيرة في إجالل الله تعالى بمعرفة صفاته وأنه قادر عالم قيوم مهيمن, فالنفس البشرية آية من آيات الله تعالى, بمعنى أنها داللة تدل عليه, ولذا جاء في القرآن الحكيم: {س ن ر يه م آي ات ن ا ف ي اآل ف اق و ف ي أ نف س ه م ح ت ى ي ت ب ي ن ل ه م أ ن ه ال ح ق } فقوله تعالى: {و ف ي أ نف س ه م } يعني في جملة ما يعني أن هذه النفس البشرية تختزن داللة على الله تعالى, من جهة كونها مصنوعة محتاجة إليه, فيعرف اإلنسان الحق بذلك كما لو شاهد آية في اآلفاق. ولهذا جاء في الحديث الشريف عن الصادق عليه السالم: «عرفان المرء نفسه أن يعرفها بأربع طبائع وأربع دعائم وأربعة أركان, فطبائعه: الدم والمرة والريح والبلغم, ودعائمه األربع: العقل, ومن العقل الفطنة والفهم والحفظ والعلم, وأركانه: النور والنار والروح والماء» إلى آخر الحديث الشريف. المصدر: علل الشرائع للصدوق ج 1 ص 108. ويدل أيضا على أن اإلنسان كلما عرف نفسه باإلمكان والنقصان, عرف ربه بالوجوب والكمال, فهو يدعو إلى تركيز النظر على محدودية النفس ومحاسبتها ومكافحة العجب والغرور, وال يدل على أن معرفة النفس طريق معرفة الله تعالى. 23

24 هذا هو معنى الحديث على فرض أنه معتبر وليس معناه أنه يؤسس لمنهج معرفي قائم على الكشف والشهود وأنه ال شاهد وال مشهود! كما أنه ال يؤسس لمنهج سلوكي قائم على الفناء في الله كما يزعمون! وأن اإلنسان يصل به إلى مقامات ودرجات كدرجات األولياء واألنبياء صلوات الله عليهم! ألن اإلنسان كما يد عون موضع تجلي الله تعالى وخليفته في أرضه. وهم بذلك ينفخون في ذاتيته ويوهمونه أنه ولي كبير لله تعالى, أو إله صغير! وهذا نقيض معنى الحديث! ثالثا : أن معرفة الله تعالى ال يمكن أن تتحقق إال عن طريق األئمة المعصومين عليهم السالم: إن الله تعالى عندما أرسل نبيه صلى الله عليه وآله وأنزل عليه كتابه, فقد حدد طريق معرفته وعبادته بما أنزله على رسوله صلى الله عليه وآله. وعندما بلغ النبي صلى الله عليه وآله أمته فقال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي, وأنهما ال يفترقان إلى يوم القيامة, فقد حدد طريق معرفة الله تعالى وعبادته بهما. فالقرآن هو األصل وأئمة العترة عليهم السالم هم الشرح. والقرآن هو الدستور وهم المفسرون الشرعيون له الق و ام على تطبيقه. وبذلك انتهى األمر ولم يبق مجال للفذلكة والفلسفة! ودليل آخر على أن أهل البيت عليهم السالم بهم ي ع رف الله تعالى وبهم ي عبد: أن معرفته وعبادته تحتاج إلى علم وتجسد عملي, ولن تجد العلم الصحيح بالله إال عندهم, وال التجسيد الصحيح لمعرفته تعالى وعبادته إال فيهم. وقد رأيت أن الذين تركوهم افتقروا من العلم فالتجئوا إلى الحاخام كعب األحبار, فشب هوا الله تعالى وجس دوه, ولم يقفوا في انحدارهم حتى جعلوا ربهم شابا أمرد وعبدوه! فأي فكر هذا, وأي معرفة لخالق الكون, وأي عبادة لرب العالمين?!! المصدر: معرفة الله, الشيخ علي الكوراني, ص أقول: وهذا ما فعله العرفاء أيضا حيث أنهم لجئوا البن عربي وغيره من المتصو فة وأخذوا عقيدتهم وحدة الموجود منهم! رابعا : بحث فقهاؤنا الحد األدنى الواجب من معرفة الله تعالى, ولم يذكر أحد منهم أن من طرقه التأمل في النفس! بل نص ت األحاديث الصحيحة على أن المعرفة من صنع الله تعالى, ففي الكافي: 163/1 : (عن محمد بن حكيم قال: قلت ألبي عبد الله عليه السالم : المعرفة من ص ن ع من هي? قال: من ص نع الله ليس للعباد فيها صنع). المصدر: نفسه, ص 102. خامسا : إن الذي حدث وسيحدث أنك تقدم لعوام الناس ومتعلميهم باسم الدين, دعوة مبهمة إلى معرفة الله تعالى عن طريق معرفة أنفسهم والتأمل فيها, وسرعان ما يجدوا فيها مشروعا لتحقيقالذاتوتضخيمهاوادعاءصاحبهاأنهباالستغراقفينفسهسيملكطاقاتعظيمة,ويبلغ مقامات خيالية! كما ترى في نماذجهم مع األسف! 24

25 عندما أقول لرجل أو امرأة: إنك تستطيع أن تكون من أهل السلوك والعرفان, وال يكلفك ذلك إال أن تعرف نفسك وتتأمل فيها فت ف ج ر بذلك طاقاتها العظيمة! فعلي أن أدرك إلى أين دفعت هذا الشخص! إن حب الذات أقوى غرائز اإلنسان, واعتقاده بحصول العرفان ومقاماته بدون تحديد الوسائل واألهداف, يجعله أمام خطر عبادة الذات وتعظيمها, فيتخيل أنه وصل إلى الله تعالى وصار صاحب أسرار إلهية! ويزين له الشيطان عالما من نسج خياله, ويدفعه إلى االدعاءات الباطلة, أعاذنا الله وجميع المؤمنين. أم ا كان األحرى بدل ذلك أن توجهه إلى العمل, وترك المحرمات وأداء الواجبات, وأن يدقق في مكسبه ومأكله ومشربه هل هو حالل زكي أم خبيث ردي? وفي سلوكه مع من هم تحت يده, هل هو لهم أب رفيق, أو أخ شفيق, أم عليهم كالسبع الضاري?! وفي عقائده بربه عز وجل ونبيه صلى الله عليه وآله وما أنزل الله عليه, وأئمته عليهم السالم وسيرتهم ومناقبهم. وإيمانه بآخرته ويقينه بها, ومعايشته لعوالم عقيدته وأجوائها?! ونظرته إلى الناس ورحمته لهم عامة, وحبه لمن كان له في رسول الله وآله صلى الله عليه وآله نصيب. وعمله لخدمتهم..الخ. ومن جهة أخرى, تنطوي دعوة الناس لمعرفة الله عن طريق التأمل بالنفس على خطر أن تصير أداة لتعذيب الذات وسوء ظن اإلنسان بنفسه والناس, ثم تتحول حالة تعذيب الذات عند صاحبها أداة لقمع اآلخرين وتعذيبهم باسم العرفان وتزكية النفس! وبإمكانك أن تجد في مدعي االشتغال بالعرفان وتزكية النفس نماذج من القساة الذين يشتمون الناس في مواعظهم, وكأنهم يثأرون منهم! وفيكلتاالحالتينحالةتعظيمالنفسوحالةتعذيبها,يتضمنهذاالسلوكخطورةأنينسى أصحابه أولوية تطبيق أحكام الشريعة! وينسى التعرف على طريقة أهل البيت عليهم السالم في معرفة الله تعالى. سادسا : ما دامت معرفة النفس طريقا إلى عبادة الله, وما دامت عبادته عز وجل غاية الخلق وطريق التكامل الوحيد, وال تحصل إال بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السالم; فالدعوة إلى تطبيق الشريعة مقدم رتبة على التأمل في النفس, وكذلك االقتداء بالنبي وآله صلى الله عليه وآله, فالبد في الدعوة إلى العرفان من دعوة المسلم إلى إطاعة األحكام الشرعية حسب فتوى مرجع تقليده, وأن يتخذ من النبي وآله صلى الله عليه وعليهم قدوة وأئمة في المسلك والسلوك. ولذا أجاب أحد الفقهاء الكبار شخصا سأله: ما هو العرفان وكيف يكون اإلنسان عارفا? فقال: هذه األحكام الشرعية التي تطبقها يوميا فتصلي وتصوم 25

26 وتقوم بالواجبات وبعض المستحبات, وتترك المحرمات, هي العرفان, وأنت بسلوكك هذا تمارس المعرفة. المصدر: نفسه, ص 108. سابعا : إن خالصة هذا الطريق هو الوصول إلى االعتقاد بوحدة الموجود الباطلة عقال ونقال, فإذا كانت خالصته توصل المرء إلى الكفر بالله تعالى باعتقاده وحدته مع الخالق فال شك ببطالن هذا المسلك! أضف إلى ذلك ما ذكره العالمة السيد عبد الله شب ر لمعنى هذا الحديث الشريف حيث يقول: وقد ذكر له المحققون معان انتهت إلى اثني عشر: األول: أنه لما كانت النفس محركة للبدن والروح محركة للجسد فيلزم من ذلك معرفة أن للعالم مدبرا, وللكون محركا, فمعرفة النفس من جملة األدلة الموصلة إلى معرفة الرب. الثاني: أنمنعرفكوننفسهواحدة,وأنهالوكانتمتعددةألمكنالتعارضوالممانعةوالفساد في البدن, عرف أن الرب لو تعدد لكان ذلك كله كما قال تعالى {ل و ك ان ف يه م ا آ ل ه ة إ ال الل ه ل ف س د ت ا}. الثالث: من عرف أن النفس هي المحركة للجسد باختيارها وإرادتها, عرف أن الله هو المد بر للعالم باختياره وإرادته. الرابع: من عرف أنه ال يخفى على النفس أحوال الجسد علم أنه ال يعزب عن الباري مثقال ذرة في األرض وال في السماء المتناع علم المخلوق وجهل الخالق. الخامس: من عرف أن النفس ليست إلى شيء من الجسد أقرب منها إلى شي آخر منه, علم أن نسبة األشياء كلها إلى قدرة اللهوعلمه على السواء. السادس: من عرف أن النفس موجودة قبل البدن, باقية بعده, عرف أن ربه تعالى كان موجودا قبل خلق المخلوقات وهو بعدها باق لم يزل وال يزال. السابع: من عرف أن نفسه ال ي عرف كنه ذاتها وحقيقتها عرف أن ربه كذلك بطريق أولى. الثامن: من عرف أن نفسه ال يعرف لها مكان وال أينية عرف أن ربه منز ه عن المكان واألينية. التاسع: من عرف أن النفس ال تحس وال تمس وال تدرك بالحواس الظاهرة عرف أن الله كذلك. العاشر: أن من عرف نفسه علم أنها أمارة بالسوء, فاشتغل بمجاهدتها وبعبادة ربه, ومن عبد الله وأطاعه كانت معرفته صحيحة, ومن عصاه فكأنه لم يعرفه ألنه إذا لم ينتفع فهو أسوأ حاال ممن ال يعرفه فكأنه عليه السالم قال: من عرف نفسه جهادها وعبد ربه, ومن عبده فقد عرفه حق المعرفة وحصل له ثمرة العلم. الحادي عشر: من عرف نفسه بصفات النقص عرف ربه بصفات الكمال إذ النقص دال على الحدوث فيلزم مالزمة الكمال المقد م. 26

27 الثاني عشر: أنه عليه السالم :عل ق محاال على محال, أي كما أنه ال يعرف حقيقة النفس وال يمكن معرفة حقيقتها كذلك ال يمكن معرفة حقيقة الرب فيجب أن يوصف بما وصف به نفسه والله أعلم. المصدر: مصابيح األنوار في حل مشكالت األخبار, السيد عبد الله شب ر, ج 1 ص تأمل أخي القارئ الكريم في كل هذه المعاني التي ذكرها علماء الطائفة األبرار لهذا الحديث الشريف لكي تكتشف البون الشاسع بين معنى الحديث وبين ما يدعيه العرفاء! - نواصل التعليق على ما جاء في كالم السيد منير الخب از: يقول: المقصود به عندما يقال المعرفة لدى أهل هذا العلم ولدى السالكين في هذا الطريق (العرفاء) فإن المقصود به هو التوص ل بانكشاف حقيقة النفس إلى انكشاف "حقيقة" الباري تبارك وتعالى وهو ما عبر عنه الحديث النبوي الوارد عن النبي محمد صلى الله عليه وآله "من عرف نفسه فقد عرف ربه" ويقول أيضا : هي التي اشتغلت باكتشاف النفس ال ألجل اكتشاف النفس بل ألجل أن يكون اكتشاف النفس طريقا للوصول إلى الله... ما اكتشاف النفس إال جسر يوصل إلى معرفة حقيقة الباري تبارك وتعالى... وهؤالء هم أهل العرفان الحقيقيون!! أقول : إن الله تبارك وتعالى ال ت عرف "حقيقته" وكل من اد عى ذلك يكون كافرا, وإنما ي عرف الله بمعرفة أوليائه ومواالتهم, وبمعرفة أعدائه والبراءة منهم, وكذلك عرفان الله, وتلك حقيقة اإليمان. وهذا ما جاء عن المعصومين عليهم السالم. روى الشيخ الصدوق: خرج الحسين بن علي عليهما السالم على أصحابه فقال: أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إال ليعرفوه, فإذا عرفوه عبدوه, فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه. فقال له رجل: يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله? قال: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته. المصدر: علل الشرائع / ج ١ ص ١٢ / باب ٩ وقد نهوا صلوات الله عليهم عن مجر د التفك ر في ذات الله تعالى فكيف بادعاء معرفة حقيقتها?! إن اإلنسان عاجز عن معرفة الحقائق التفصيلية لبعض مخلوقات الله تعالى كالجن والمالئكة فهو بهذا عن معرفة حقيقة الله أعجز. إن كل ما ورد من صفات لذات الله تعالى هي فقط لمعرفة صفاته تعالى بما هي صفات, وليس حقيقته وحقيقة ذاته فذاك مستحيل وممتنع عن العقل. إن الله سبحانه وتعالى يورد صفات الجنة ولكنك مهما اجتهدت في أن تدرك حقيقتها لن تصل! (ما ال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر) فهذه الجنة فما بالك بخالقها! 27

28 إن ما ي ذكر في القرآن الكريم من صفات الجنة هي أوصاف تطابق باالسم فقط أوصاف جنان الدنيا وإال فهي من حيث المصداق ال تعطيك تصورا مطابقا لحقيقة الجنة إطالقا. قال أمير المؤمنين عليه السالم: من تفك ر في ذات الله تزندق! وفي رواية أخرى: من تفك ر في ذات الله ألحد! إن مجر د التفك ر وهو يعني التأمل في ذات الله تعالى هو تزندق والمتأمل هو المتعمق!? س ئل علي بن الحسين (عليه السالم) عن التوحيد? فقال: إن الل ه عز وجل علم أن ه يكون في آخر الزمان أقوام متعم قون, فأنزل الل ه تعالى: {ق ل ه و الل ه أح د} أي: سورة التوحيد واآليات من سورة الحديد إلى قوله: {و ه و ع ل يم ب ذات الص د ور }, فم ن رام وراء ذلك فقد هلك. المصدر: الكافي الشريف, الكليني, ج 1 ص 91. أجل إن التعمق في ذات الله تعالى زندقة, وإن من قرن تلك اآليات في سورة الحديد بغير الوحدانية هالك. وقد تقد م فيما ذكره العالمة السيد عبد الله شب ر "رحمه الله " من معنى الحديث أنه عليه الصالة والسالم عل ق محاال على محال, أي كما أنه ال يعرف حقيقة النفس وال يمكن معرفة حقيقتها كذلك ال يمكن معرفة حقيقة الرب فيجب أن يوصف بما وصف به نفسه, وكذلك من عرف أن نفسه ال ي عرف كنه ذاتها وحقيقتها عرف أن ربه كذلك بطريق أولى. أما قول السيد منير الخباز: الطائفة األخرى: اشتغلت باكتشاف النفس من أجل اكتشاف النفس, فاكتشاف النفس عندها هدف تسعى إليه, كثيرون سمعوا أن اكتشاف النفس ومعرفة النفس شيء جميل فاتعبوا أنفسهم في اكتشاف النفس ألجل اكتشاف النفس, أصبح الهدف والغاية هو اكتشاف النفس, هؤالء هم أهل التصوف, المتصوفة أيضا أشغلوا أوقاتهم وأنفسهم باكتشاف النفس ورياضتها لكن هدفهم من ذلك هو نفس العمل هو اكتشاف النفس وليس شيئا آخر. أقول: إن ما ذكره بخصوص المتصو فة غير صحيح فهم أيضا دوافعهم هي ذات دوافع العرفاء, وما هذا الفصل والتمييز سوى فذلكة ومحاولة لتبرئة ساحة العرفاء من التجانس والتماهي مع الصوفية. فهو يحاول بذكر المتصو فة هنا على أنهم قسم من طالب معرفة النفس ألجل النفس أن يمي ز العرفاء المتلبسين بالتشي ع عنهم ويريد أن يقول أنهم مختلفون في الهدف بينما لو راجع الباحث كتب المتصو فة سيجدهم يسعون لمعرفة حقيقة الله من خالل معرفة حقيقة النفس! ويستدلون بنفس الحديث على ذلك! 28